بقلم: هاجر حمود الخالدي
مراجعة: خلود الخولي
مع انتشار وباء كورونا (كوفيد-19) في العالم وتوسعه بشكل كبير ليصيب أكبر عدد من الدول في جميع القارات، كان للكويت نصيب كبير من الإصابة حيث أصيب عدد كبير من المواطنين والمقيمين بهذا الوباء،
وقد قامت دولة الكويت ببذل جهود كبيرة منذ وقت مبكر؛ تمثلت في توفير الرعاية الصحية ووقف السفر وخطوط الطيران في ما بين الدول و تجهيز العديد من المستشفيات والعيادات في وقت قياسي، كما قدمت دولة الكويت الخدمات الصحية لجميع المقيمين والوافدين مجاناً وذلك بهدف الإنسانية لتخفيف آلام الناس جميعاً، كما توجهت دولة الكويت لمساعدة الدول المحتاجة و الفقيرة وقدمت لها مساعدات عاجلة تمثلت في الأجهزة الطبية والمعدات والدعم المادي ومن تلك الدول: الجمهورية الإيرانية، الجمهورية العراقية، والجمهورية اليمنية وغيره.
كما واجهت دولة الكويت الآثار الكبيرة والخطيرة لوباء كورونا والتي تمثلت في انهيار عدد كبير من الاقتصادات العالمية والسلع والخدمات، إلا أن دولة الكويت تمكنت من توفير جميع متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وأدوية وخدمات دون أن تنقص أو يشعر أحد بنقصانها وذلك بفضل السياسة الحكيمة والادارة الصحيحة، كما توجهت الإدارة الحكومية في دولة الكويت إلى استخدام الطرق الحديثة في توصيل متطلبات المواطنين والمقيمين إلى منازلهم دون الحاجة إلى تجمعهم على أماكن الشراء، مما قلل بشكل كبير من فرصة التجمع و انتقال العدوى، كما فَعَّلت النظام الإلكتروني لإنجاز المعاملات، وأعدت دولة الكويت مرافق صحية بإنشاء مستشفيات مؤقتة ومتنقلة وبناء محاجر على أعلى مستويات التجهيز من فنادق عالية التصنيف ومنتجعات فاخرة، وذلك لاستقبال الحالات المصابة وحالات التعافي وحالات الحجر الصحي وكل هذا بهدف التقليل من آثار هذا الوباء والحد من انتشاره، وقد نجحت نجاحاً كبيراً بفضل جهود كبيرة وتكاتف جميع المختصين والعاملين، وأيضاً كان للحملات التطوعية و الفرق المساندة دور كبير في مساعدة الأجهزة الحكومية، حيث كانوا يشرفون على المحاجر الصحية، كما تطوعوا بالعمل في الجمعيات التعاونية لخدمة الزبائن وأيضاً لتعقيم مرافق الجمعيات في حال وجود حالة إصابة من ضمن العاملين بها، كما قامت حكومة دولة الكويت بمبادرة فريدة من نوعها لم يسبقها أحد من قبل، ونظراً للإجراءات الاحترازية وعزل بعض المناطق السكنية الموبوءة والتي اعتبرت بؤرة لانتشار الفايروس، تم توفير سلاّت غذائية ووجبات طعام بالمجان لجميع سكان هذه المناطق، وقامت بتسيير رحلات عاجلة على حسابها دون تكليف المسافرين الوافدين أي مبالغ مادية بهدف عودتهم إلى بلادهم بسبب تأثر القطاع المالي، فكان لأزمة كورونا تأثير كبير على الاقتصاد، على الرغم من هذا قامت حكومة دولة الكويت بتأجيل الأقساط على جميع المواطنين لمدة ستة أشهر، كما تم فرض قوانين على الإيجارات بتأجيل استحقاقها تبعاً للظروف الاستثنائية إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ولم تنسى الكويت أبناؤها في الخارج من المبتعثين للدراسة أو للعلاج بالخارج أو السيّاح من رعايتهم وتقديم لهم أفضل الخدمات وهم في الخارج، فقد أمنت لهم مساكن في أرقى فنادق العالم، كما وفرت لهم الوجبات الغذائية اليومية وأيضاً مستلزمات الوقاية من فايروس كورونا إلى أن يتم إجلائهم، كما قامت الكويت بأكبر عملية إجلاء في التاريخ لمواطنيها من جميع قارات العالم وعودتهم إلى دولة الكويت، وتكاد تكون طائرات الخطوط الجوية الكويتية في تلك الفترة هي الوحيدة التي تحلّق في سماء العالم، من أجل عودة أبنائها إلى أرض الوطن لمتابعة حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم وتوفير أفضل رعاية لهم، ومنذ بداية الأزمة إلى الآن وما زالت دولة الكويت تقدم خدماتها اللامتناهية للجميع، آملين انتهاء هذا الوباء بأسرع وقت وأن تعود الحياة لطبيعتها..
برج التحرير في الكويت
Bình luận